جماعة الدار البيضاء تكثف حملات التحسيس حول ترشيد استعمال المياه‬

استنفرت أزمة الماء المجلس الجماعي لمدينة الدار البيضاء الذي أعلن عن حملات تحسيسية ترمي إلى ترشيد الاستعمال العقلاني لهذه المادة الحيوية، استنادا إلى “حالة الطوارئ المائية” التي دفعت الجماعات الترابية إلى تطبيق إجراءات صارمة في حق المواطنين.

وأعلنت جماعة الدار البيضاء، منذ أيام، عن منع كل السلوكيات المتسببة في تبذير المياه، والمتمثلة خصوصا في سقي المجالات الخضراء العامة والخاصة نهارا، وغسل العربات والآليات بالماء الصالح للشرب وباستعمال الخراطيم، وقرب مجاري المياه العذبة الموجودة بتراب الجماعة.

كما منعت الجماعة عينها، ضمن وثيقة معممة على سكان العاصمة الاقتصادية للمملكة، تنظيف الشوارع والأزقة والمساحات العمومية ومقرات السكنى ومختلف المحلات التجارية بخراطيم المياه، بالنظر إلى تراجع حقينة السدود وندرة التساقطات المطرية.

وأكد المجلس كذلك أنه في حالة إتيان أي فعل مخالف للاقتصاد في استعمال الماء سيعرض صاحبه إلى تطبيق المقتضيات والإجراءات المسطرية والقانونية الجاري بها العمل في هذا الشأن، وهو ما اعتبره مصدر مسؤول داخل المجلس أنه مجرد “عملية زجرية في المرحلة الأولى”.

وفي هذا الصدد، قال مولاي أحمد أفيلال، نائب عمدة الدار البيضاء المكلف بالنظافة والمساحات الخضراء، إن “المجلس أعلن عن حزمة من الإجراءات التحسيسية للحفاظ على استهلاك المياه”، مبرزا أن “المرحلة الأولى ستكون تحسيسية فقط”.

وأضاف أفيلال، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “المجلس انخرط في حملات توعوية مختلفة لتنبيه المواطنين إلى المقتضيات القانونية التي سيتم تطبيقها على المخالفين، وذلك مراعاة للحالة الاجتماعية للبيضاويين المتضررين من الأوضاع الاقتصادية”.

وأوضح المتحدث أن “مصالح الشرطة الإدارية كثفت، خلال الأيام الماضية، من دورياتها الميدانية لمراقبة مدى تطبيق مضامين تلك الدورية”، مشددا على أن “الحملات التحسيسية أعطت أكلها، حيث يتفادى أغلب البيضاويين تبذير المياه الصالحة للشرب”.

ولفت المسؤول ذاته إلى أن “الشركات والإدارات تجاوبت مع دورية المجلس، حيث لم تعد تستعمل المياه الصالحة للشرب من أجل سقي المساحات الخضراء أو غسل الفضاءات العامة”، مشيدا بـ”التجاوب الإيجابي من طرف عموم المواطنين مع الحملة التحسيسية”.

وقد وجهت جماعة الدار البيضاء السكان إلى ترشيد استهلاك الموارد المائية المتوفرة واعتماد جميع الوسائل لعدم تبذيرها؛ “وذلك لمواجهة الندرة والخصاص الذي يعرفه المغرب نتيجة ضعف التساقطات المطرية، التي أدت إلى نقص مخزون السدود والفرشة المائية الجوفية المزودة لمدينة الدار البيضاء”.