Syrian Arab Republic
This article was added by the user . TheWorldNews is not responsible for the content of the platform.

لماذا اسقط دور الاعلام في أي محاولة للتعافي .. أتراها الكهرباء أيضاً ؟!


كتب اسعد أسعد عبود - خاص لسيرياستيبس

 لعلها مشكلة الاعلام السوري القديمة المتجددة دائماً ! هذا الاعلام لعب دوراً مسايراً و ملاصقاً لدور الدولة .. و لم يستطع - بصراحة - أن يرسم دوراً له و لو على مسافة خطوة واحدة عن دور الحكومة الممثلة للدولة .. في حقبة ما و لسنوات طويلة نسبياً .. حيث كان دور الدولة على ذاك المدى من الاتساع و المسؤولية .. استوعبت الدولة وجود اعلامي رسمي حكومي .. أدى دوراً ما ، يستكمل دور الدولة و لا يبتعد عنه أبداً ..اي أنه كان الاعلام المناسب لما تريده الدولة و بالتال و يشكل طبيعي كان دوره يرسم من قبل الدولة " الحكومة " .. ممثلة بوزارة الاعلام ألتي لم تكن يوماً صاحبة الرأي و القول الفصل في رسم سياسة و دور الاعلام .. !! في ذاك النمط من ادارة و قيادة الدولة استطاع الاعلام أن يحقق وجوداً يتناسب مع رؤية الحكومة و أدائها .. و عندما كانت الدولة قادرة و نشطة و تملك مقومات عديدة لممارسة الناس لحياتهم .. كان لا بد أن يفيد في ذلك الاعلام .. دون شرط وجوده كمؤسسة اجتماعية سياسي اقتصادية .. تعمل في اطار الدولة .. لم يكن هذا الشكل من الاعلام فريداً مخالفاً لكل قواعد العمل الاعلامي .. بل كان له شبائه في أنحاء العالم . الحرج الذي عانى منه الاعلام في تحقيق استقلاله تمثل بصورة رئيسة في العمل السياسي .. في حين ظل له دور مناسب إلى حد ما في العمل الاقتصادي و الثقافي و الاجتماعي .. في الاقتصاد أكثر من غيره استطاع الاعلام أن يرسم وجوداً مهماً و لعب دوراً مقبولاً . لكن و مع تراجع دور الدولة في البلد وفي الحياة الاقتصادية بشكل خاص .. بدأ الاعلام بالترهل و التراجع .. رغم وجود منابر له تتبع بهذا الشكل أو ذاك ما يمكن أن نسميه القطاع الخاص . حتى بدأت حالة الانهيار المتدرج في الحياة السورية و التي بدأت منذ بدأ التوجه إلى الحرب .. و تسارعت مع تسارعها لتكشف حجم العيوب الهائل في اعلامنا .. و لم يكن مجهولا .. لكنه ظهر على حقيقته فانتفى و اختفى .. إلا من دور بسيط محدود أعجز من أن يؤثر بأي شكل في سيرورة الأحداث ..ثم مع تراجع الحالة الاقتصادية و وقوع البلد رهن الفاقة و الحاجة بدأ الاعلام السوري يعلن عجزه الكامل و الكلي .. و إذ تشتد الحاجة إليه اليوم يزداد احتجابه و يتضاءل دوره .. و لا شك أن تراجع الواقع الخدمي ولا سيما في قطاع الكهرباء أدى إلى حكم اعدام مع وقف التنفيذ - ربما - بالنسبة للإعلام السوري .. اليوم يمكن بسهولة ملاحظة الواقع السيء الذي يرسمه غياب الاعلام .. في محاولة تلمس الخطى لدخول مرحلة التعافي .. لكن و ضمن الظروف المحيط بهذا الذي نسميه مرحلة التعافي .. لا نتصور أن يكون شريكا بها ذاك الاعلام ذاته .. بل أقول : أن في الجديد الذي يحتاجه بث الحياة في بلدنا من جديد .. نحتاج كل جديد و اعلام جديد بالتأكيد .. و هو سيولد تلقائياَ مع تصاعد التغيير بقصد التعافي .. اعلام جديد بكل ما تعنيه الكلمة ..


شارك بالتعليق :

الاسم : 
التعليق: