الذئب البشري في اليمن: كيف تم تفكيك الأسطورة والكشف عن الحقيقة وراء الفيديو الذي أثار الرعب على مواقع التواصل الاجتماعي
وطن – تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي في المنطقة العربية بشكل واسع مع مقطع فيديو يزعم ناشروه أنّه يظهر اصطياد ذئب بشري في اليمن.
غير أنّ هذا الادعاء غير صحيح في الواقع، وما يظهر في الفيديو ليس إلا مجسّماً من السيليكون صنعه مصمّم أميركي متخصّص بالمؤثرات البصريّة للأفلام.
ويتضمّن الفيديو، الذي شاركه من بين آخرين ناشط يمني يُدعى “وليد العماري”، مشاهد مصوّرة ليلاً يُسمع فيها حوارٌ بين عدد من الأشخاص وتُسمع طلقات ناريّة، ثمّ يظهر رأس ذئبٍ مضرّج بالدماء لكنّ جسمه أشبه بجسم الإنسان.
وفي غضون ساعات من نشره على موقع فيسبوك، حصد الفيديو مئات آلاف المشاهدات من صفحات عدّة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وجاء في التعليق المرافق له “يا لطيف…ظهور المستذئبين في اليمن! المستذئب (حيوان برأس ذئب وجسم انسان)! قتلوه الشباب في قريه الحضن في ضواحي مدينه لودر محافظه أبين.. كنا نظن أنهم مجرد مخلوقات سينمائية!”.
هل فيديو المستذئبين في اليمن حقيقي؟
الإجابة بكلّ بساطة لا. حيث أرشد البحث العكسي عن مصدر الفيديو أنه سبق لصفحات أن نشرت ادعاءات مماثلة بشأنه.
وأوضحت خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس في تقرير سابق لها، بتاريخ 28 يونيو 2021، أنّ ما يظهر في الفيديو هو مجسّم صنعه فنّان أميركي متخصّص بالمؤثرات البصريّة والمجسّمات للأفلام.
وسبق أن نشر المصمّم الذي يدعى “روب كوباسكي” على حسابه في موقع انستغرام مراحل صناعة هذا “الوحش”، كما نشر مقاطع فيديو تظهر تفاصيله.
يُشار أن هذه ليست المرّة الأولى التي ينتشر فيها هذا المقطع بادّعاءات مضلّلة مشابهة في دول عدّة حول العالم. الأمر الذي اضطرّ المصمّم الأمريكي لنشر توضيحٍ على حسابه يقول فيه إنّه هو من صوّر الفيديو خلال تجربة للمجسّم المصنوع من السيليكون، وقد اُخذ المشهد من حسابه واستخدم للتضليل.
وعلى غرار التوضح أعلاه، يمكن مشاهدة الفيديو الأصلي وأعمال مشابهة لمجسّمات مخيفة صنعها كوباسكي على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي.
