مواطن يطالب بتحقيق في مستشفى بني ملال

يطالب مصطفى الصالحي، وهو مواطن من جماعة أيت مازيغ التابعة لإقليم أزيلال، الجهات المختصة بفتح تحقيق عاجل لمعرفة ظروف وملابسات وفاة زوجته الحامل وجنينها بالمركز الاستشفائي الجهوي بني ملال.

وأوضح الصالحي، في تصريح لهسبريس، أنه اتصل بسائق سيارة إسعاف الجماعة في حدود منتصف الليل لنقل زوجته البالغة من العمر حوالي 40 سنة من دوار آيت عيسى ويشو إلى دار الولادة بمستوصف واويزغت، لكن المعني امتنع بمبرر ضعف فرامل السيارة.

وأضاف المشتكي أن زوجته الحامل قطعت مسافة تقدر بحوالي ثلاثة كيلومترات مشيا على الأقدام من أجل نقلها على متن سيارة أجرة إلى المستوصف الصحي لـ’’واويزغت‘‘، على الرغم من أنها كانت في وضعية صحية حرجة، ليتم توجيهها على الفور إلى المركز الاستشفائي بني ملال، حيث لفظت أنفاسها بعد حوالي 48 ساعة تقريبا.

واتهم الزوج سائق سيارة إسعاف جماعة أيت مازيغ بعدم القيام بواجبه، مشيرا إلى أن زوجته لقيت حتفها جراء عدم وصولها مبكرا إلى المستشفى، وموردا أنه مصرّ على المطالبة بفتح تحقيق في الموضوع ومتابعة المشتكى به أمام القضاء.

بدوره، قال عمر أوزياد، ناشط جمعوي، إن “المواطن عموما ليس مسؤولا عن مراقبة وصيانة سيارات إسعاف الجماعات الترابية”، وإن “ما حدث يعد فاجعة حقيقية تمس بحقوق المرأة وتكشف عن واقع مرير، حيث مازالت الجماعات الترابية تصرف أموالا في المهرجانات عوض بناء المستوصفات والزيادة في عدد سيارات الإسعاف”، وفق تعبيره.

وأشار الناشط الجمعوي ذاته إلى أن هذه الحالة ليست الأولى بالإقليم، موردا أن “المشكل لا يتعلق بسيارات الإسعاف فقط، وإنما بالمنظومة الصحة ككل، حيث مازالت العديد من المناطق بأزيلال بدون دار للولادة، فيما المستشفى الإقليمي غالبا ما يكون مجرد محطة للتوجيه نحو مدن أخرى”.

كما أكد أوزياد أن “هذه الحوادث المفجعة ستتكرر من جديد، وخاصة في موسم الثلوج، لأن القطاع يشكو من اختلالات عميقة على مستوى البنيات الاستشفائية، ويحتاج إلى المزيد من الجهود لتقريب الخدمات من المواطن”.

وفي معرض تعليقه على الحادث، عبر رئيس جماعة آيت مازيغ، الحسين أُبرّي، عن أسفه لما حدث للسيدة الحامل، مؤكدا أن “فرامل سيارة إسعاف الجماعة كانت فعلا في حاجة إلى الإصلاح، إلا أن إغلاق محلات بيع قطع الغيار تزامنا مع فترة العيد حال دون إصلاحها”.

وأضاف رئيس الجماعة أن “الزوج، بالنظر إلى حالة زوجته الحرجة، لم يتصل بأعوان السلطة أو بعضو في المجلس، إذ غالبا ما تتم في مثل هذه الحالات الاستعانة بسيارات إسعاف الجماعات المجاورة، خاصة جماعتي تيلكيت وتباروشت”.

جدير بالذكر أن الضابطة القضائية للدرك الملكي بـ”تلوكيت” دخلت على الخط، تحت إشراف النيابة العامة، وأنجزت محضرا في الموضوع بعدما استمعت إلى الطرفين، من أجل كشف ملابسات وظروف وفاة السيدة الحامل.