Morocco
This article was added by the user . TheWorldNews is not responsible for the content of the platform.

بوسريف يقتفي آثار التقليد المتلبس بالحداثة في الشعر وتحولات اللغة العربية

بوسريف يقتفي آثار التقليد المتلبس بالحداثة في الشعر وتحولات اللغة العربية
صورة: مواقع التواصل
هسبريس - وائل بورشاشن

إعادة تفكير في الشعر وتأمل في معنى الكتابة يحضران في كتاب جديد للناقد والشاعر المغربي صلاح بوسريف، صدر عن دار فضاءات للنشر والتوزيع بعنوان “تحرير الخيال – شعرية الكثافة والغموض”.

وكتب بوسريف أن الشعر “ليس هو الوزن والقافية، ولا هو البيت الشعري والصوت أو الإنشاد، ولا هو اللسان الذي لا يزال يهيمن على الثقافة والذوق العربيين”؛ بل هو “ما نفكر به، هنا والآن، ما نستدرج به المقبل والآتي، وما نحرر به الحاضر من الماضي، لنرى مخاييل المستقبل ونكون فيه هو أيضا من خلال زمننا”.

وتحدث بوسريف عن عوائق ومثبطات الشعر العربي، التي عد أخطرها “اعتبار الموجود والمتداول، وما تروجه المدرسة والمؤسسات الجامعية، هو الحقيقة المطلقة، وهو الإطار المرجعي الذي علينا أن نسير على هديه، نكون خلفه، فيما نحن أمام”.

وعند التفكير أو التأمل في قضايا الفكر والإبداع، وفي الطبيعة، قال بوسريف: “لا بد أن نقول الأشياء، لا كما تبدو لنا، بل بما تتراءى به، بما لا يظهر لغيرنا، بما يكون ثاويا في القاع، لا يبلغه الجميع، أو يكون متعذرا، دقيقا، يحتاج إلى وعي آخر، إلى عين تقرأ الأشياء بتعقب أسرارها، وما تحتمله من دهشة، أو نشوة، تكون هي ما يكشف بعض أسرارها، أو ما يمكن أن تتيحه لنا من معرفة، لم تكن ضمن ما عرفناه من قبل”.

وتابع: “الفكر هو نفسه الإبداع، هو نفسه الشعر، فهما سؤال مفتوح على اللانهائي، على ما ليس متاحا، أو ما لا نفكر فيه”.

أما “حين يكون الفكر هو ما نعرفه (…) أو ما هو مطروح في الطريق” فمعنى هذا “أن الفكر كلام عام (…) يعرفه الجميع، وهنا، بالذات، ينتفي الفكر، وينتفي معه الإبداع، لندخل، حتما، في سلسلة من التكرارات والاستعادة والاجترار”.

واسترسل بوسريف موضحا: “الفكر، مثل الشعر، ومثل غيره من الفنون والكتابات، أساسه الخيال والابتداع، وهو إضافة، لأنه سؤال، قلق ودوار، ورغبة دائمة في المعرفة والاكتشاف”، وباعتبار هذا “حين نأخذ الشعر بمفهوماته القديمة، بماضيه الذي لا يزال مقيما في لا وعينا، حتى ونحن ننتقده ونسعى إلى تجاوزه، نبقى في نفس وعي هذا الماضي وسلطته، وما به سمى الشعر، وسمى الفكر، لذلك يبقى الشعر عندنا هو ما سبقنا، لا ما نسبقه، أو نخلقه نحن، في زمننا، هنا والآن، ونذهب به إلى مستقبله، لا أن نكرسه كسلطة، وكمرجع، لا يقبل إلا نفسه”.

وسجل الباحث أن الحداثة، في السياق الثقافي العربي الحديث، “وهي تنتقد، وتدعي المراجعة، بقيت القدامة غالبة عليها، تستعملها لصالحها، خصوصا في الشعر الذي اعتبرناه هوية، ولبسناه ثوبا”، دون اعتبار لـ”الأشياء الجديدة التي دخلت في هويته”، ودون اعتبار تحرك الهوية، وكون اللغة العربية متحركة بدورها، لا يمكن أن ينظر إلى التبديل فيها تبديلا في الدين؛ فلغة القرآن سابقة على القرآن؛ وقد “جاء منها، بأسلوبه وطريقته، وهو أسلوب في اللغة له ما يميزه، وينفرد به من خصوصيات”.

ولا يمكن بالنسبة للناقد المغربي صلاح بوسريف الحديث عن ما بعد الحداثة “في وضع الثقافة العربية الحديث”؛ لأنه “إذا كان الما قبل، ما زال يفرض علينا مفهوماته وتصوراته، وما زال الماضي هو الحاضر، فكيف يمكن أن نتحدث عن ما بعد متوهم، ما بعد مفعم بما وراءه، يأخذه إلى الخلف، يأسره، ويقيد خطواته!؟”.

الشعر اللغة العربية صلاح بوسريف
تابعوا آخر الأخبار من هسبريس على Google News

النشرة الإخبارية

اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة هسبريس، لتصلك آخر الأخبار يوميا